الرئيسية
[]
size=24]تبوأوا مقاعدكم من المجلس.. ولكن ماذا ستفعلون فوقها؟
مع ظهور المؤشرات الأولية للمرحلة الأولى من الانتخابات بدأت القوى السياسية عد مقاعدها وتوقع ما ستحصل عليه لاحقًا وتوقع قدرتها فى الحرب كل قوة حسب منطلقاتها الفكرية. السلفيون بدأوا فى الاستعداد لنفى المعارضين والإخوان يستعدون للتسيد فوق الجميع، والكتلة المصرية تتحين لوضع «ممانعة» مشرفة.
كل ما نشر وما أذيع حتى الآن يدور حول كل ما هو غير أساسى.البعض يركز على «الوجه الحضارى» الذى ظهر عليه المصريون، البعض يجدها فرصة لإسداء الشكر للمجلس العسكرى على الضبط الأمنى، بعدما أوقع بأفعاله وبعدم أفعاله الحسرة فى قلوب المؤلفة قلوبهم الذين صاروا فى النهاية لا يجدون ما يمتدحونه به.
والبعض انطلق إلى ما يراه أهم فانشغل بعدد ما ستحصل عليه كل كتلة من مقاعد بعد اكتمال الانتخابات، شكل لجنة الدستور التى ستنبثق عن المجلسين، إمكانيات التحالف بين القوى، آفاق الصراع، إلى غير ذلك من تحليلات مهمة لو جرت فى ظل ديمقراطية مستقرة ومجربة، لكنها فى حالتنا نقاش فى الخيال، يؤكد على أننا بحاجة إلى الكثير من الوقت كى تصبح لدينا طبقة سياسية جديدة، تختلف عن تلك الموجودة حاليًا بشيئين قد يراهما البعض غير ضروريين، لكنهما أساس العمل السياسى الجاد، وهما: الذاكرة والخيال.
فأما عن الذاكرة؛ فإن هذا الجدل الدائر يؤكد أن محترفى العمل السياسى الذين يضعون قدمًا فى الميدان وقدمًا فى المجلس العسكرى بلا ذاكرة.
نقاش هذا الأسبوع حول المجلس ومقاعده غطى على نقاش الجنزورى وجدواه، والجنزورى بدوره كان قد غطى على الأهم وهو مطالبة المجلس بتسليم السلطة للمدنيين وقبل وبعد تسليم السلطة فإن مطلب الثوار هو حساب القتلة أيًا كان موقعهم. سياسيون قفزوا على مطلب رحيل الجيش ليطالبوا برحيل الجنزورى، ثم نسوا الاثنين ليقفزوا على ترسيمة المجلس وحسابات القوى داخله، تاركين الشىء الأهم وهو صلاحيات المجلس القادم وعلاقته بالمجلس العسكرى.
المجلس السابق لم يكن يقيل الوزارات والكتلة الفائزة لم تكن تشكل الحكومة. على الرغم من تردد عبارات مثل: حكومة الحزب وحزب الحكومة، كانت الحقيقة المعروفة للجميع هى أن بيت الرئاسة الجماعى يشكل الحكومة: كوتة للابن، كوتة للأب، كوتة للأم، وتلتصق الأجزاء معًا فتكون حكومة، ثم يقول لها بيت الرئاسة كونى حكومة الحزب، وأنت يا حزب كن حزب الحكومة فيكونان.
ونحن الآن أمام برلمان يتشكل فى غياب الدستور الذى يمكن أن يضع مبدأ تشكيل حزب الأغلبية للحكومة. والمجلس العسكرى الذى أخذ من مبارك القاعدة القانونية والعناد، سيتمسك بالقديم حتى يتم إعداد الدستور الجديد. لم نكن بحاجة إلى تصريح نائب رئيس المجلس الفريق سامى عنان عندما قال لمن قابلهم من السياسيين إن الحزب الفائز لن يشكل الحكومة؛ حيث إن تعيين الجنزورى يؤكد أن ما سيحدث قد حدث بالفعل.
ولو أراد المجلس العسكرى نقل صلاحية تشكيل الحكومة إلى مجلس الشعب لكفانا شر التناحر حول الجنزورى، وكان الطبيعى وهو يعلن تصميمه الأكيد على عقد الانتخابات فى موعدها أن يقول إن حكومة عصام شرف مستمرة فى مهامها لحين إعلان نتيجة الانتخابات وتكليف الفائز بتشكيل حكومة.
ولم يسأل المنخرطون فى عد كراسيهم وكراسى منافسيهم أى كراس هذه وماذا سيفعلون من فوقها إذا لم يكونوا سيشكلون حكومة ينفذون من خلالها طموحات الناخب الذى انتخبهم.
ولا يمكن لقوى تنسى جدول الأولويات بهذه السرعة وترتبك أمام كل حفنة قمح تلقى إليها أن يكون لها أى مستقبل.
كان الترخيص لأحزاب أصولية خطيئة، وشروعًا فى قتل متعمد للديمقراطية، ووضعا لجدول أعمال منهك حول الذمية وولاية المرأة وما إلى ذلك من قضايا خارج التاريخ. وليس هناك بلد فى العالم يرخص لأحزاب تنتقص من الآخرين بسبب الدين أو اللون أو الجنس. ولكنها كانت ضربة معلم نجح بها المجلس العسكرى فى صنع قفص يتسع لكل الطيور، واكتمل السعى بتأمين الانتخابات كما ينبغى، مثلما نجح فى تأمين الاستفتاء من قبل!
وسجلنا من جديد لحظة تاريخية لا تقل فى تاريخيتها عن كل اللحظات التافهة التى عشناها مليون مرة فى ثلاثين عامًا من الركود والبلادة السياسية.
فرحنا باصطفافنا فى الانتخابات، وسيفرح من تلقوا الأصوات وهم لا يدرون أن كرسى البرلمان الجديد أقرب إلى كرسى الإعدام الكهربائى منه إلى دكة الحديقة العامة.
[/size]
[/size]مع ظهور المؤشرات الأولية للمرحلة الأولى من الانتخابات بدأت القوى السياسية عد مقاعدها وتوقع ما ستحصل عليه لاحقًا وتوقع قدرتها فى الحرب كل قوة حسب منطلقاتها الفكرية. السلفيون بدأوا فى الاستعداد لنفى المعارضين والإخوان يستعدون للتسيد فوق الجميع، والكتلة المصرية تتحين لوضع «ممانعة» مشرفة.
كل ما نشر وما أذيع حتى الآن يدور حول كل ما هو غير أساسى.البعض يركز على «الوجه الحضارى» الذى ظهر عليه المصريون، البعض يجدها فرصة لإسداء الشكر للمجلس العسكرى على الضبط الأمنى، بعدما أوقع بأفعاله وبعدم أفعاله الحسرة فى قلوب المؤلفة قلوبهم الذين صاروا فى النهاية لا يجدون ما يمتدحونه به.
والبعض انطلق إلى ما يراه أهم فانشغل بعدد ما ستحصل عليه كل كتلة من مقاعد بعد اكتمال الانتخابات، شكل لجنة الدستور التى ستنبثق عن المجلسين، إمكانيات التحالف بين القوى، آفاق الصراع، إلى غير ذلك من تحليلات مهمة لو جرت فى ظل ديمقراطية مستقرة ومجربة، لكنها فى حالتنا نقاش فى الخيال، يؤكد على أننا بحاجة إلى الكثير من الوقت كى تصبح لدينا طبقة سياسية جديدة، تختلف عن تلك الموجودة حاليًا بشيئين قد يراهما البعض غير ضروريين، لكنهما أساس العمل السياسى الجاد، وهما: الذاكرة والخيال.
فأما عن الذاكرة؛ فإن هذا الجدل الدائر يؤكد أن محترفى العمل السياسى الذين يضعون قدمًا فى الميدان وقدمًا فى المجلس العسكرى بلا ذاكرة.
نقاش هذا الأسبوع حول المجلس ومقاعده غطى على نقاش الجنزورى وجدواه، والجنزورى بدوره كان قد غطى على الأهم وهو مطالبة المجلس بتسليم السلطة للمدنيين وقبل وبعد تسليم السلطة فإن مطلب الثوار هو حساب القتلة أيًا كان موقعهم. سياسيون قفزوا على مطلب رحيل الجيش ليطالبوا برحيل الجنزورى، ثم نسوا الاثنين ليقفزوا على ترسيمة المجلس وحسابات القوى داخله، تاركين الشىء الأهم وهو صلاحيات المجلس القادم وعلاقته بالمجلس العسكرى.
المجلس السابق لم يكن يقيل الوزارات والكتلة الفائزة لم تكن تشكل الحكومة. على الرغم من تردد عبارات مثل: حكومة الحزب وحزب الحكومة، كانت الحقيقة المعروفة للجميع هى أن بيت الرئاسة الجماعى يشكل الحكومة: كوتة للابن، كوتة للأب، كوتة للأم، وتلتصق الأجزاء معًا فتكون حكومة، ثم يقول لها بيت الرئاسة كونى حكومة الحزب، وأنت يا حزب كن حزب الحكومة فيكونان.
ونحن الآن أمام برلمان يتشكل فى غياب الدستور الذى يمكن أن يضع مبدأ تشكيل حزب الأغلبية للحكومة. والمجلس العسكرى الذى أخذ من مبارك القاعدة القانونية والعناد، سيتمسك بالقديم حتى يتم إعداد الدستور الجديد. لم نكن بحاجة إلى تصريح نائب رئيس المجلس الفريق سامى عنان عندما قال لمن قابلهم من السياسيين إن الحزب الفائز لن يشكل الحكومة؛ حيث إن تعيين الجنزورى يؤكد أن ما سيحدث قد حدث بالفعل.
ولو أراد المجلس العسكرى نقل صلاحية تشكيل الحكومة إلى مجلس الشعب لكفانا شر التناحر حول الجنزورى، وكان الطبيعى وهو يعلن تصميمه الأكيد على عقد الانتخابات فى موعدها أن يقول إن حكومة عصام شرف مستمرة فى مهامها لحين إعلان نتيجة الانتخابات وتكليف الفائز بتشكيل حكومة.
ولم يسأل المنخرطون فى عد كراسيهم وكراسى منافسيهم أى كراس هذه وماذا سيفعلون من فوقها إذا لم يكونوا سيشكلون حكومة ينفذون من خلالها طموحات الناخب الذى انتخبهم.
ولا يمكن لقوى تنسى جدول الأولويات بهذه السرعة وترتبك أمام كل حفنة قمح تلقى إليها أن يكون لها أى مستقبل.
كان الترخيص لأحزاب أصولية خطيئة، وشروعًا فى قتل متعمد للديمقراطية، ووضعا لجدول أعمال منهك حول الذمية وولاية المرأة وما إلى ذلك من قضايا خارج التاريخ. وليس هناك بلد فى العالم يرخص لأحزاب تنتقص من الآخرين بسبب الدين أو اللون أو الجنس. ولكنها كانت ضربة معلم نجح بها المجلس العسكرى فى صنع قفص يتسع لكل الطيور، واكتمل السعى بتأمين الانتخابات كما ينبغى، مثلما نجح فى تأمين الاستفتاء من قبل!
وسجلنا من جديد لحظة تاريخية لا تقل فى تاريخيتها عن كل اللحظات التافهة التى عشناها مليون مرة فى ثلاثين عامًا من الركود والبلادة السياسية.
فرحنا باصطفافنا فى الانتخابات، وسيفرح من تلقوا الأصوات وهم لا يدرون أن كرسى البرلمان الجديد أقرب إلى كرسى الإعدام الكهربائى منه إلى دكة الحديقة العامة.
[/size]
» رسمتي الرهيبة لدراغون سوبر خطوة خطوة بالفيديو
» مسلسل قمر بنى هاشم الحلقات الخامسةعشر والسادسة عشر
» مسلسل قمر بنى هاشم الحلقات الثالثه عشر والرابعه عشر
» مسلسل بنى هاشم الحلقات الحاديه عشر والتانيه عشر
» مسلسل قمر بنى هاشم الحلقات التاسعه والعاشره
» مسلسل قمر بنى هاشم الحلقات السابعه والثامنه
» مسلسل قمر بنى هاشم الحلقات الخامسه والسادسه
» مسلسل قمر بنى هاشم الحلقات الثالثه والرابعه